مقالنا اليوم في مدونة الارباح يتحدث عن مقدار الربح من اليوتيوب منذ ان بدا العمل بنضام البارتنر حيث خرج تقرير مؤخرًا من جريدة فاينانشال تايمز يذكر أن موقع مشاركة الفيديو الشهير يوتيوب قد دفع حتى وقتنا هذا أكثر من مليار دولار لصالح مالكي الحقوق الفكرية لبعض مقاطع الفيديو، من خلال عرض الإعلانات على هذه المقاطع ضمن نظام أطلقته قوقل باسم ContentID. وكان نظام ContentID قد بدأ منذ عام 2007، وهو نظام يسمح للمستخدم العادي باستخدام مواد مملوكة فكريًا لأطراف أخرى في مقابل أن تقوم هذه الأطراف بتوليد الأرباح من خلال عرض الإعلانات على الفيديو في قناة المستخدم.
وتستخدم قوقل هذه الطريقة كي توفر متنفسًا للمستخدمين دون انتهاك الملكية الفكرية للمواد المستخدمة على قنواتهم من اجل مزيد الربح من اليوتيوب، وأملًا في تجنب الدعاوي القضائية التي قد يرفعها مالكي الحقوق على قوقل والمطالبة بتعويضات مالية كبيرة. المُثير للاهتمام أنّ مالكي الحقوق الذين يبلغ عددهم حوالي 5,000 قد وافقوا على عرض الإعلانات على القنوات التي تستخدم موادًا تخصهم، وبلغت أرباحهم من هذا النظام حتى الآن حوالي مليار دولار طبقًا للتقرير الأخير.
من جانب آخر يشتكي بعض المستخدمين من هذه الطريقة في استخدام المواد ذات الملكية الفكرية، فيرى البعض ضرورة وجود سياسة خاصة باستخدام هذه المواد لإتاحتها مجانًا في حالة استخدامها في ظروف معينة مثل (لتعليق عليها أو انتقادها، أو لأهداف تعليمية غير تجارية). ومحاولة منها في الحد من مطالبات مالكي الحقوق، قامت قوقل في 2012 بالتعديل على سياسات نظام ContentID لتُجبر مالكي الحقوق على تقديم طلب DMCA رسمي إذا كان المستخدم يُجادل في حقوق المادة الموجودة على قناته.
ما يجذب الانتباه هنا هو كيفية تعامل قوقل مع قضية الحقوق الملكية، فالشركة لم تدفع سنتًا واحدًا لمالكي الحقوق مع نظام ContentID والمليار دولار التي دفعتها لم تخرج من ميزانيتها الخاصة بل من ميزانية المُعلنين لديها، حتى أنّها كسبت من عرض الإعلانات على القنوات التي تنتهك حقوق الملكية، فنظام الإعلانات في يوتيوب يُعطي الناشر 68 بالمئة تقريبًا من الأرباح، بينما تأخذ قوقل نسبة 32 بالمئة.